الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

حب إسطوانات



* بينما كانت الأمور تسير علي خير مايرام إذ فاجأها هاتفها الجوال بنغمته المخصصة له وكانت نبرته جزينة جدا وهو يهاتفها فعلي الرغم من أنه لم يمض علي فراقهما القليل فهي قد دخلت لتوها وقد خلعت جاكتها الجلد بني اللون وأرخت جسدها ومددت علي السرير لتغمض عينيها وتستمع إلي دقات قلبها والتي كانت لا تعرف هل هذا الإضراب من شدة الفرح أم إنه الحزن لعم مقدرتها علي البوح بما يجول بخاطرها ، تغيرت نبره صوتها من تلك الحالة إلي حالة فزع ورعب من نبره صوته وظنت في باديء الأمر أن مكروه قد أصابه أثناء عودته وهو يستعيث بها ولكنه لم يكن به أي أذي سوي أنه قد سئم اللعبة وأحس بالملل تلك اللعبه التي كان ينسج خيوطها منذ اكثر من شهر وهو يعرفها منذ أكثر من هذه المدة ولكنه أراد أن يلهو بها ومعها قليلا وجاءت البداية عادية جدا مجرد زماله لم يكن بها أي بطولات أوأي شيء بدأ بإرسال طلب صداقة علي الميل وكانا يسهران طويلا يتكلمان في أمور عديدة بدأت بالأمور العامة وظلت هكذا فتره من الزمن إلي أن دخلت في الأمور الخاصة وكان يراها يوميا تقريبا - بحكم الدراسة – ولكنه أراد أن يقابها بعيدا عن أعين الزملاء والأصدقاء بعيدا عن أي عين قد تعرفهما وطلب منها ذلك وقبلت ! وكان إختياره للمكان غاية في المهارة والدقة فهو يعرف أنها لن ترفضة لأنه المكان الوحيد الذي لن يشك أحد بتواحدهما فيه ولأنه عام وبعيد عن الأنظار وفيه المبرر إذا قابلت أحدا من أقاربها قررا أن يتقابلا في مترو الأنفاق وكان اللقاء في محطة الخلفاي تلك المحطة التي تقع علي خط الجيزة – شبرا وتمتاز بالهدوء وقلة الركاب وكثرة المتهامسين الذين لا تسمع ما يقولوا وإن سمعت لا تفهم شيئا ، تعمد أن يذهب لها متأخرا ليري ماذا ستفعل ؟ فوجيء بها تجلس في صمت في إنتظاره ولم تنطق بكلمة حينما رأته سوي " حمدالله علي السلامة " وكان يتوقع أن يري منها تبرما أو نفور أو أي شيء ولكن كل هذا لم يحدث فأحس بأن حيوط اللعبة أوشكت أن تكتمل وأنه أوشك علي التمكن منها ظلا يتهامسان كما جرت العاده في المحطة لأكثر من ساعة وقبل أن ينتهي اللقاء إتفقا أن يتكلمان ليلا ولكن هذه المره علي الهاتف الجوال وبالفعل عندما دقت الساعة تمام الثانية عشر إذ وجدت هاتفها يظهر رقمة فخفق قلبها بشدة وأسرعت في ارد عليه وظلا يتحدثان قراية الساعة وتحدثا في أمور كثيرة الجد منها والهزل وقررا أن يتواعدا ثانيا بعيدا عن أنظار الجميع وتوالت اللقاءات والمهاتفات وإذا بكل منهما يصرح للآخر بحبه ومنذ هذا التصارح بدأت حده اللقاءت في الإنخفاض وكأن شيئا غريبا قد طرأ عليهما وسكنت الهواتف الجوالة بعد طول إزعاج للجميع وأصبحا يتعاملان بشيء من عدم الإكتراث ولاحت في الأفق سحابة سوداء مظلمة حجبت كل أنواع النور الذي كان يأتيهما من قبل وبالفعل لم يكن صوته متعبا أو به أي شيء ولم يحدث له أي شيء ولم يتصل ليستنجد بها فلقد كان في أتم صحته وعافيته وكان مصرا علي ملاقاتها في صبيحة اليوم  فشرد ذهنها قليلا قبل أن تجيبةوتذكرت كيف كانت البداية وها هو يضع اللمسات الأخيرة ويرسم لحظة النهاية بكل دقة ومهارة ولكنها ولأول مرة تحس بفرح حينما سمعته يقول " إحنا اللي بينا دا ماكنش حب دا كان مجرد نزوة وعدت ، ومش معني إننا إتقابلنا كتير بعيد عن الناس واتكلمنا مع بعض في كل حاجة تقريبا بس مش إنت فتاة أحلامي اللي أنا بفكر أرتبط بيها مانكرش إنك عجبتيني في فتره من الفترات بس دلوقتي مش حاسس بيكي ومش مستحمل أمثل عليكي أكتر من كده فياريت نرجع زمايل زي ما كنا وننسي كل اللي فات او بقولك : خلينا أصحاب أحسن " أحسن بأن ما كان في قلبها تجاهه كان ضيق بأنها لم تواتها الشجاعة في الإعتراف له بالحقيقة وكادت تطير من علي الأرض حينما سمعت هذا الكلام وأخبرته بأنها تحس تجاهه بنفس الشعور وجاء كلامها هادئا رزينا بكل ثقة " فعلا عندك حق دي مجرد نزوة مش أكتر وخلصت وأنا كنت عاوز أقولك الكلام دا من بدري بس كنت مكسوفة منك وأحب أقولك إننا ما ينفعش نبقي أصحاب خلاص وكأننا ما كناش نعرف بعض وقدام الناس هانسلم علي بعض عادي بس مش هايبقي في بينا كلام وأنا سعيدة جدا بالفترة اللي إحنا قضيناها مع بعض " وأغلق كل منهما هاتفه ومسح رقم الآخر وهامت علي وجهها وهي تلعب في شعرها الأشقر حتي غطت في نوم عميق ولم يمض الكثير حتي تقابلا مصادفا في وكر العشاق كل منها مع وليف آخر وتبادلا النظرات وبدون أي كلام وبعد العام تقريبا تقابلا مره أخري ومع كل منها وليف ثالث فرسم كل منهما إبتسامة خافته علي شفتيه وذهبا إلي سبيلهما فمها كما قالا لم يحبان بعضمها البعض وإنما كان ما يقال من كلام إسطوانة الحب والتي تدور في أي وقت وكل مكان ولأنهما لم يحبا أصبحا يبحثون كل فترة عن وليف وتدور الحياة .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

حلوة بس حاسس انها حقيقية...بتلعب بديلك يا محمدى ولا ايه

rony يقول...

شبة كتير من قصص الشباب والبنات فى الزمن المنيل دة, بجد حاجة تقرف ومجتمع فاشل