الثلاثاء، 8 مايو 2012

قطرة ماء


عاصفة رملية تؤذي العيون
رملها الناعم
يتسرب بين ثنايا نافذة العربة
التي لم يكن أحكم إغلاقها السائق بعد
فكان علينا أن نغمض عيوننا وأفواهنا
وننتظر الوقت المناسب لنلتقط أنفاسنا
(2)
ها هو السائق قد أحكم إغلاق النافذة
لنري رمال متجركة لا طريق
فالرمال الناعمة تغطي كل شيء حتي الأسفلت
كنا نري الطريق بصعوبة بالغة
استطعنا أن نتخلص من الرمال المتعلقة بثيابنا
بعد أن هدأت العاصفة
وسكنت الرمال
وبان جمال الطبيعة الخلاب
(3)
طريق طويل علي ضفتيه رمال بيضاء
يعلو بنا السائق ويهبط حسب الطريق
الذي آخره تلتقي السماء بالبحر
وكأنهما عاشقين في منظر بديع
ينسيك كل العالم ومابه من مشاكل
(4)
أخذنا عطفة لنصل للمكان المنشود
لم يكن الطريق ممهد كسابقه
لكن جمال المنظر ظل يسحرنا
فلم نأبه لسوء الطريق
(5)
وصلنا أخيرا إلي الماء الذي ظننا
أنه يعانق السماء في أوله
لكننا وجدناه هادئا آثرا
لكنه يعانق السماء في آخره
ومنظر الماء المنساب وكأنه
حبات اللؤلؤ
(6)
لم نأخذ وقتا طويلا في المكان
فقد كانت جولتنا استكشافية
وها قد حان موعد المغادرة
فصعدنا العربة وبدأنا السير
وقبل أن نصل الطريق الممهد
كاد المحرك أن يحترق
فلقد نفذ منه الماء !
(7)
أكملنا طريقنا زحفا
حتي وصلنا للطريق الممهد
وقفنا علي جانب الطريق الأيمن
في انتظار من يعطف علينا ومحركنا
بقطرة ماء
لكن هيهات أن يقف أحد هنا
(8)
بعد كثير من الوقت والزحف والتفكير
تنقذنا العناية الإلهية بسائق نقل
أسعفنا بزجاجة ماء
وأتوبيس رحلة هو الآخر
أسعفنا رجاجة أخري
فأكملنا زحفنا نحو باب الخروج
ووصلنا لأقرب نقطة ماء
فروينا المحرك وابتلعنا ظمئنا
(9)
لم يخطيء من قال :
" قطرة ماء تساوي حياة "
فها هو المحرك كاد أن يتوقف بنا
وتعصف بنا الصحراء
لولا قطرات الماء
(10)
تأمل المنظر الخلاب أراح قلبي
وقطرة ماء المحرك جعلتني أيقن
أن العيب فينا علينا تداركه
وتلوت قول ربي
" وجعلنا من الماء كل شيء حي "
وانتهت الرحلة .

ليست هناك تعليقات: