الاثنين، 4 يونيو 2012

الفهيم في المترو






 * عمنا الفهيم من الطبقة الأرستقراطية وعادة ما بمشي زيينا كده دا حتي لما بيكون رايح للبقال يجيب حاجة بيحب يروح بالعربية ! المهم طقت في دماغة فكرة إنه يشارك عامه الشعب الغلبان المواصلة الإعتادية بتاعته ألا وهي مترو الأنفاق واتفقت معاه أقابله عند محطة المرج الساعة 9 الصبح وفي الميعاد المحدد قابلته وقطعنا التذاكر ودخلنا المحطة ونزلنا السلم وعلي الرغم من إن المحطة رئيسية بس كل الأرصفة كانت فاضية ومافيهاش ولا مترو ! المهم وقفنا نستني المترو اللي جاي وبعد طول انتظار أهو وصل بالسلامة وكل الناس قاعده ! ومحدش منهم نزل طبعا استغرب وسألني : دا إيه بقي إن شاء الله ؟ هما مش هاينزلوا ؟ قولتوا : بعد ما ركبنا بقوة الدفع الذاتي من الركاب طبعا لأ هو المترو كده الناس بتنزل بدري شوية علي شان يرجعوا فيه ويروحوا الشعل وهما قاعدين ! ، ظهرت علمات الاستغراب علي وجهه قولتله : ما تستغربش الناس بتيجي من عين شمس وعزبة النخل ويرجعوا للمرج علي شان يروحوا الشغل وهما قاعدين بحجة إن ما فيش حد بيقفلهم ويقعدهم . طبعا الكلام ما أقنعهوش لأنه فعل غير مقنع بالمرة يعني إيه ارجع في المترو علي شان أروح الحته اللي أنا عاوزها وأبقي قاعد وأخد مكان واحد غيري المهم الباب قفل وبدأ المترو بتهادي – عادته ولا هايشتريها – وأخيرا وصلنا لمحطة عزبة النخل وبدأ الركاب في التدافع وكله بيزوق في كلة ولا حد همه أي حد وأول ما طلعوا ابتدت الخناقة المعتاده بين أي اتنين علي شان واحد زق واحد في آخر العربية سمعنا صوت حريمي عمال بيتكلم مع راجل وبتقوله : ما يصحش كده عيب ما ينفعش تزقني علي شان تطلع . رد الرجل بكل بجاحة : مش عندكوا عربية المفروض تركبوا فيها ؟ وتعالت الاصوات ولقيت عم الفهيم بيضربني في جنبي ويقولي هي مش عربيات للسيدات فقط . قولتله : آه راح قايلي : والباقي المفروض مشترك مدام مافيش حاجة بتقول إن العربية للجرالة بس ؟ روحت قايله : آه يا عمنا بس نعمل إيه بقي في عقليات الناس في ناس مفكرة إن الستات ما تركبش غير في عربيات الستات وباقي العربيات يركبها الرجاله بس ودي طبعا راجع للمجتمع الذكوري اللي احنا عايشين فيه واللي بتنادي فيه المرأة ببعض من حقوقها عن طريق بعض المنظمات زي " المجلس القومي للمرأة " فيروح المجتمع مديها جزء وفي المقابل ياخد منها حاجة تانية وتفضل هي تطالب ويفضل هو يديها باليمين حاجة وياخد بالشمال حاجة تانية وكده بقي يامعلم ، زاد استغراب عمنا الفهيم بسبب الزحمة الرهيبة اللي في المترو علي الصبح وكل شوية تحصل خناقة واحد يسب وواحد يلعن وولاد الحلال كتير بيخلصوا الموضوع والناس كلها صاحية مش طايقة بعض ومرة واحده لقيته بيزقني في جنبي بيقولي : بص علي الشاب اللي قاعد دا وسايب الراجل الكبير واقف . قولتله : إيه الجديد يعني مدا بيحصل كل يوم وكل ما أركب المترو ألاقي زيه بس مس كل الشباب زية في شباب لما بيلاقي حد كبير واقف بيقوم ويقعده زلما بيلاقي بنت واقفة بيخاف عليها زي اخته ويروح مقعدها برضوا يعني المترو دا زي الدنيا بس علي صغير فيه الحلو وفيه الوحش واسمع يا سيدي اللي جايب موبايل صيني وبيسمع المترو كله فلقيته بيسألني : هو ليه احنا بنسيب القرآن يشتغل بصوت عالي مع إنه غلط إننا نضايق أي حد حتي لو بالقرآن ولو حد مسيحي شغل ترنيمة ولا حاجة يبقي الناس كلها عاوزة تضربة مع إنه دا مقدس عندهم زي القرآه بالظبط ؟ وساعتها كنا واصلنا للمحطة اللي كنا رايحين فيها وكان لازم نتحرك ناحية الباب علي شان ننزل بس قبل ما ننزل قولتله بصراحة مش عارف أصلي ماليش في السياسة ! .

ليست هناك تعليقات: