الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

المنقذ ( 1 ) " قصة قصيرة "





" إن رزقنا الله بغلام فهو خالد ، وأرجو من الله أن يسله علي الظالمين ويجعله نصيرا للحق " 




*لم يكن أحد في القرية يدرك أن هذا الطفل الذي الما همشوه وتركوه وحيدا بعد ان ضحي والده في سبيل إنقاذ القرية أنه سيحيا إلي أن ياخذ بثأر أبيه بل وثأر القرية كلها من الهجامة الذين أغاروا علي القرية يوم مولده وكانت حقا ولادة متعسرة فلقد جلست أم محمد لتولده قبيل غروب الشمس وحتي بزوغ الفجر وكانت الأم مجهدة جدا وكان والده الشيخ سلام خارج الدار لأنه رأي أن من واجبه الدفاع عن القرية أولا من " أولاد عتمان " كبير الهجامة  والذي قرر أن ينهب البلد ويستولي علي ثرواتها ، ولم يكن العمده يتصل بالمركز أو يطلب النجدة لآنه كان يخاف من عتمان ويقبل ما يعطيه له من السرقات ويمكنك أن يتقول أنه كان شريكا له ولكن الشيخ سلام لم يكن ليقف مكتوف الأيدي وهو يري البلد تضيع فنادي في الرجال وحثهم علي الشهاده في سيبيل الله مدافعين عن أرضهمو عرضهم ومالهم وللمرة الأولي لم ينصت له من أهل القرية سوي نفر قليل خرجوا لملاقاه الطاغية وأولاده وقتلوا الكثير وكاد عتمان أن يفر بأولاده لولا أنه أيقن أن عدد الرجال قليل وأمر بعذ الرجال أن يحوطوا رجال القرية من الخلف وهكذا إنتهي أمر الرجال بين قتيل وأسير وقام عتمان بقتل الأسري وقام بالتمثيل بجثمانهم وخاصة الشيخ سلام الذي أمر بتعليق جثمانه علي باب المسجد ليكون عبره لباقي أهل القرية وعلي أنحاء متفرقة من القرية أمر بتعليق باقي الجثث المنكل بها ، وزادت الحمي والتعب علي صابحة – زوجة الشيخ سلام – ولم تستكع أم محمد الداية أن توقف النزيف علي الرغم من أنها فعلت كل ما تستطيع أن تفعله في مثل هذه الظروف فلا أطباء في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ومع هذه الظروف ففاضت روح صابحة إلي بارئها بعد أن أوصت أم محمد أن تطلق علي طفها " خالد " فقد كان الشيخ سالم مولعا بالصحابي الجليل " خالد بن الوليد – سيف الله المسلول – " وقال لإمراته ذات مره " إن رزقنا الله بغلام فهو خالد ، وأرجو من الله أن يسله علي الظالمين ويجعله نصيرا للحق " وها هو الطفل الرضيع يصرخ صرخته دون أب ولا أم ومازال جثمان والده معلقا علي باب المسجد ولكن الناس ذهبوا للعمده وأخذوا يتوسلون له أن يقنع عتمان بأن يدفنوا موتاهم وكفي ما كان لهم وأن القرية ستفعل ما تطلبها منها وبعد طول معاناه سمح لهم عتمان بأن يدفنوا القتلي  ولكن خارج القرية وليس داخلها وبالفعل تم دفن جثمان الأبطال خارج القرية .

ليست هناك تعليقات: