الجمعة، 26 يوليو 2013

رسالة ورد غطاها ... قصة قصيرة

هل وصلنا لذروة الحرب النفسية ؟
ظل يسأل نفسه طويلا هذا السؤال يتجول في الغرفة ذهابا وإيابا ويعبث بشعر لحيته الخفيفة دون جدوي فقرر أن يهاتفها لكن محاولته تلك باءت أيضا بالفشل دون جدوي سماع صوتها فزادت حيرته وقلقه وتوتره

( 2)
قرر أن يرسل لها رسالة لكن توتره اربك عقله والذي انعكس بدوره علي يديه فوقع الهاتف من يديه ، زادت ارتعاشة يديه وثقلت رأسه أثناء إنحناءه ليلتقط هاتفه من علي الأرض لكن قدميه لم تسعفه وهوي سريعا بجوار هاتفه وكان آخر ما رآته عينها اسمها يضيء شاشه هاتفه .

( 3 )
بالكاد استطاع أن يفتح عينيه وجد نفسه علي أحد الأسرة البيضاء فانتابه الفزع وظن أنه يحلم لكنه وجد يديه بها شيء ما متصل بانبوب آخرهعليه بلاستيكية معلقة علي حامل حديدي فأيفن أنه لم يكن يحلم ، سمع خطوات أقدام من خلف الباب تقترب بشدة وسمع صوت يقول : " حالا هاشوف الحالة دي فاقت ولا لسه وجاية علي طول " ، وضع راسه علي المخده في استسلام شديد لمن هي آتيه لتراه .

( 4 )
ظلت ممسكة بهاتفها تتجول في غرفتها ذهابا وإيابا تنزل لهاتفها عله يهاتفها أو يرد عليها لكن دون جدوي فقررت أن ترسل له رسالة : " أولا أنا آسفه عشان ماكنتش برد عليك عشان كان بابا جنبي ، ثانيا ممكن تطمني عليك وترد بقي وحياتي عندك " قرأت الرسالة مرة أخري قبل أن ترسلها وتسائلت في نفسها هل تلك الرسالة تنال من كرامتها ؟ هل سيقدر موقفها حقا ويهاتفها ؟ هل ... ؟ هل ... ؟ والعديد من الأسئلة ، عاجلها صوت يدق علي الباب فتركت الهاتف واتجهت نحوه .

( 5 )
نظر للسماء فوجد القمر في كامل استدارته والسماء في شده صفائها وقرآن الفجر يأتي هادرا آسرا للقلوب ، أخذ نفسا عميقا وتناول هاتفه في يده ونظر له فوجد مئة مكالمة لم يرد عليها ففزع بشدة وظن الأمر جلل وهناك خطب ما أحاط بأحدهم وقام بفحص المئة مكالمة وزاد توتره أنها أتته من حبيبته ودار في ذهنه العديد من الأسئلة : هل أحاط بها مكروه ؟ هل كانت تهاتفني لأنها لم ترد علي ؟ هل اتصل بها الآن أم أبعت لها رسالها ؟ ! وهنا وضع يسراه علي رأسه وتذكر أمر الرسالة الأولي فأقلع عن التفكير في هذا الأمر .

( 6 )
دخلت غرفتها مسرعة تنساب قطرات الماء من وجهها وذراعها ، قامت بفتح شباك غرفتها لتري القمر في قمة تألقه حوله النجوم يغازلنه فتذكرت تشبيهه لها بأنها أحلي من القمر وقررت أن ترسل له الرسالة وبالفعل قامت بتناول هاتفها وقرأت الرسالة للمرة الأخيرة علها تجد خطأ في الإملاء فهي تعرفه جيدا دقيق جد في لغتة العربية وقامت بإرسال الرسالة .

( 7 )
نظر لمئذنة المسجد العالية واخذ نفسا عميقا بعد ان أغمض عينيه وقرر أن يهاتفها لمرة واحده ليطمئن عليها فإن كانت مستيقظة ستهي المكالمة أو سترد عليه وإن كانت نائمة فستعرف أنه لم يغضب منها لأنها لم تجب علي هاتفه وقام بمهاتفتها .

( 8 )
رقص قلبها فرحا حينما رأت رقمه علي شاشه هاتفها لكن شاب الفرح حيرة وتساؤلات هل أجيب في مثل هذا الوقت ؟ هل انهي المكالمة أم اترك الرنه لآخرها ؟ نظرت للقمر مرة أخري وتذكرت أنه قال لها حينما لا تستطيع  أن ترد عليه أن تنهي المكالمة بسرعة وابقي كلميني في لما تعرفي تتكلمي  فامت بالفعل بإنهاء المكالمة .

( 9 )
شعر براحة نفسية حينما انهت المكالمة وعلم أنها بخير وقبل أن يضع هاتفه في جيبه عاجلته نغمة الرسال فقام بفتحها ونظر فيها طويلا وارتسمت علي وجهة علامات الرضا وابتسم ثغره ووضع قبله علي هاتفه

( 10 )
انتهت لتوها من صلاه الفجر وقامت بوضع طرحتها علي الكرسي المقابل لمكتبها وذهبت لتغلق نور الغرفة والتي أضاءت فرحا وطربا حينما وجدت رسالة منه : " أولا إنت ما تتأسفيش حتي لو ماكنش بابا جنبك ، ثانيا أنا اللي آسف إني اتصلت بيكي كتير ثالثا أنا كويس وخصوصا بعد لما شوفت الرسالة بتاعتك رابعا ودا الأهم بحبك .

( 11 )
علي بعد خطوات قليلة من خروجة للمسجد أمسك هاتفه ليخرجة من وضع الصامت فوجد رسالة أخري منها : " وأنا كمان بموت فيك " .

A_Mohmady@yahoo.com ***

@ahmedmohmady



مواضيع أخري يمكنك قرائتها

ليست هناك تعليقات: