السبت، 3 أغسطس 2013

ما يطلبه المصلون

نهار داخلي

--

جميع النوافذ مغلقة والتكييفات تعمل بكامل طاقتها وكذلك المراوح . الساعة الإلكترونية تشير إلي الرابعة ودقيقة ، درجة الحرارة 180 درجة علي مقياس فهرنهيت والمصلون مابين قاريء للقرآن ومسبح وقائم يصلي .

مصلي 1 يهمس لمصلي 2 : دا أحنا غلبنا السنية يا حاج ، مش كده يعني الساعة عدت اربعة أهي هنقعد إيه تاني ؟
مصلي 2 : ياعم أديك قاعد في التكييف ولا أنت وراك حاجة ؟
مصلي 1 : لأ ماوراييش بس مش كده
مصلي 3 يغلق مصحفة علي إصبع السبابة ليده اليسري ويوجه كلامه لمصلي 2 : مالكش دعوة بيه دا ويشاور علي مصلي 1 ،  دا سوسة ، يفضل ينغز من تحت لتحت
مصلي 1 مبتسما : هو أنا اتكلمت منا قاعد ساكت أهو
مصلي 3 : إنت هاتقولي دا انت قطة مغمضة
يأتي صوت عالي جدا من آخر المسجد مصلي 4 : إيه يا جدعان الناس مش عارفة تركز في القرآن اللي بتقراه ولا في الصلاة ، استحملوا القاعدة شوية دا انتوا قاعدين في التكييف كمان أومال لو كنتوا من غيره دا حتي إحنا في شهر مفترج وكل سنة وانتوا طيبين .
مصلي 5 : علي أساس إن صوتك دا إيه ؟ واحدة واحدة كده والمفروض يكون في مواعيد الكل يلتزم بيها ، عشان كل واحد يشوف مصالحة واللي وراه .
مصلي 4 وتبدأ نبرة صوته في الخفوت : ما احنا ما قولناش حاجة بس نخلي بالنا من الناس اللي بتقرا قرآن وبتصلي
إمام الجامع : خلاص يا جماعة وحدوا الله المواعيد مش قرآن ولا حاجة والناس اللي بتيجي متأخر بتصلي قدام فمش هاينفع نقيم الصلاة وحد بيصلي السنة في الصفوف الأولي ، بعد كده الناس اللي تيجي بدري تقفعد قدام واللي متأخر يصلي ورا .
مصلي 2 يوجه كلامه لمصلي 1 : عجبك كده ولعت الدنيا
مصلي 1 : هو أنا كنت قولت ايه يعني ؟
مصلي 3 : بريء يا واد براءة الذئب من دم بن يعقوب
يدخل مصلي آخر وينظر لإمام المسجد لطلب الإذن بالصلاة فلا يأذن له الإمام ويشير إلي ساعة يديه في هذه الأثناء أغلق المؤذن المصحف ووضعه في يده في إنتظار الإذن من إمام المسجد لإقامة الصلاة .
إمام المسجد : يلا يا حاج محسن قيم الصلاة
المؤذن ( الحاج محسن ) : حاضر يا عم الحاج ، حاضر
يقوم الحاج محسن ليضع المصحف  في المكان المخصص له ويتلفت بنظره في أرجاء الجامع ليتأكد من أن الجميع قد فرغ من صلاته
( دب ) صوت فتح ماكينة الصوت
( تك تك تك ) عم محسن وحركته المعتادة بإصبعة علي الميكروفون
الله أكبر ، الله أكبر
أشهد ألا إله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله
حي على الصلاة
حي على الفلاح
قد قامت الصلاة , قد قامت الصلاة
الله أكبر ، الله أكبر
لا إله إلا الله
وقبل أن يهم إمام المسجد بالدخول للصلاة يهمس في أذنه عم محسن بشيء لم يفهم منه الحاضرون أي شيء إلا أن الجميع وجدوا إمام المسجد يلتفت مسرعا ويدعوا إمام التراويح ( هو قاريء محترف للقرآن – هكذا يرونه – تم التعاقد معه من أجل الصلاة الجهرية وصلاة القيام )
إمام المسجد : إتفضل يا شيخ محمد
الشيخ محمد يشاور فقط بأن تقدم إلي صلاتك دون ان ينطق بكلمة واحدة
إمام المسجد : ما يصحش يا شيخ محمد اتفضل
يشير الشيخ محمد مرة أخري ويضع يده هذه المرة علي حنجرته
مصلي 4 ينفس نبرته الأولي : ما تسيبوه يا جدعان براحة عليه مش كله ورا بعضة ورا بعضة كفاية عليه القيام
ينظر الجميع إليه ما بين محوقل ومتعجب من كلامه فالصلاة سريه لن يسمع منه سوري قوله " الله أكبر ، سمع الله لمن حمده ، السلام عليكم ورحمه الله " وما بين مشمئز من تصرفاته وصوته العالي ومن يريد أن ينهره فيقطع كل هذه الأحاسيس والمشاعر إمام المسجد بقولة : " الله أكبر " .

قطع


للتواصل
A_Mohmady@yahoo.com ***

@ahmedmohmady



مواضيع أخري يمكنك متابعتها

ليست هناك تعليقات: