إعتاد الناس أن يقترن اسم المترو بالأنفاق والدعوة بالمنبر ولكن لماذا هذا الخلط بين الاسمين ؟ دعني أعرض لك قصة حدثت لي وحضرتك هاتعرف ليه ؟ فيعد يوم شديد الحرارة وامتحان غريب الأطوار قررت شلة الأنس والصهللة الجلوس علي المقهي المعتاد الجلوس عليه في ليل القاهره الساحر ليفرفشوا ويلعبوا الطاولة والدومينو قاعده شباب عادي يعني بعد هذا اليوم من الكتبت كانت القاعده فللي وأخدنا نتذكر أيام المدارس وكيف كان شكل كل وحد مننا في هذا الأيام وأهم الأحداث اليت حصلت في أيام المدرسة وبعد إنتهاء الجلسة واأثناء عودتي وصعودي المترو كالعاده وجدت رجل يتحدث عن الدستور فقلت لصاحبي : خلاص بقي أي حد بيتكلم في أي حاجة وفي أي حته ؛ فرد عليا مبتسما : سيبك منه . ودار بيننا حوار ليس بالقصير ولا أظنك ستسفاد منه ولكن لزحمة المترو فكان يصل إلينا صوت الرجل خافتنا وبعد أن أصبح المترو خاليا تقريبا إلا من الركاب الجالسين علي الكراسي وأنا وصاحبي أصبح صوت الرجل جليا واضحا سألت أحد الركاب عن ماذا يتحدث فقالي لي : إنه مجنون سيبك منه ؛ ونزل هذا الرجل - الذي سالته – واستكمل الرجل كلامه ولكنه هذه المره كان يتكلم عن الإسلام ولماذا أسلم من أسلم من النصاري واليهود من أقصي الأرض إلي أقصاها ويريد أن يرد عليه أحد ليقارع الحجة بالجحة ولم يرد عليه أحد ولم يقاطعه ولكني كنت قد وصلت إلي حد الذورة فناديت عليه : يا سيدنا فالتفت إليَ كالمتباهي باسم الثغر فقلت له : هو دا منبر دعوة ولا وسيلة مواصلات ؟ ويبدوا أنه قد أصابتة صدمة من السؤال فرد عليا إيه ؟ فقلت له السؤال ثانيا فكان رده إنت عارف ليه تمت تسمية الجامع بهذا الاسم ؟ وعلي الرغم من معرفتي بالإجابة ولكني لم أرد أن أرد عليه وقلت ليه : ليه ؟ فقال لي لأنه يجمع الناس والمترو دا بيجمع كل الناس الي بيروحوا الجامع والي ما بيدخلهوش فرددت عليه : إيه دخل دا بالكلام اللي حضرتك بتقولة ؟ قالي هو أنا لو لقيتك ماسك سيجارة هاسيبك مش واجبك عليا أن أنصحك وبعدين الي في المساجد مش عاوزي حد يتكلم معاهم هو كده كده بيروح المسجد . فقلت له : لن تحاسب عني ولن تأخذ وزري وقولت له الآية الكريمة ك ( بل الإنسان علي نفسه بصيرة ) صمت ولم يتكلم وهو يضحك وقاطعنا شاب كان يجلس صامتا وأول ما نطق قال للرجل : إنت أصلا سلفي !!! وكأنه فتح النار علي نفسة فهاجت العربة وماجت وقال له الناس يعني إيه إنت سلفي ؟ إنت هاتخرف بالكلام ولا إيه ؟ فحاولت بكل جهد أنا وصاحبي أن نهديء من روع الناس ووصلنا سالمين الي محطة المرج ونزلنا ونزل هذا الشاب معي وحدثنا رجلين لامني أحدهم علي أنني تكلمت مع الرجل من الأساس ولم أرد عليه أو انتصر لنفسي فكان ما يشغلني هو توضيح صورة السلفية لدي هذا الشاب والآخر جاء ليقول : السلفيين دول زي الشيخ محمد حسان والحويني قاطعته علي غير عادتي وقلت له : خير السل هو الرسول صلي الله عليه وسلم فردد : صلي الله عليه وسلم وتركنا باسم الثغر ووضحت لهذا الشاب معني السلفيين وقلت له يجب أن نفرق بين المظلة وبين من يقف تحتها فقد أكون سلفيا ولا أفعل أي شيء تحت هذه المظلة فقد أسرق وأنهب وغيرها من المحرمات فيكون بهذا كل السلفيين حرمية أو ... أو ... أقتنع الشاب والحمد لله وصافحته و انصرف كل منا في طريقة ولكني أثناء العودة الي المنزل استعرضت شريط الأحداث سريعا ولماذا وقف الرجل ليتكلم ؟ ولماذا لم يرد عليه أحد أو يسكته علي الرغم من أننا في عصر الحريات والكل من حقة الرد والتكلم في أي شيء ولكن في حدود الإحترام ؟ ولماذا كل هذا الهجوم علي السلفية ؟ ولماذا أصبحنا نتحدث في أي شيء كما نريد وقت ما نريد علي قدر ما نريد دون أن ندرك أن حريتنا تنتهي عن حدودحريات الآخرين . لو عندك إجابة ما تبخلش عليا بيها .
*عاشت مصر حرة بسواعد أبنائها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق