التوحد مع الطبيعة ... أنثي العنكبوت

في محاولة لمتابعة أنثي العنكبون وهي تنسج بيتها في هدوء تام وسكينة وطمأنينة لا تعبأ بما حولها مادام لم يقترب منها ، فالجميع لديه ما يشغله ولا أحد يتعب نفسه في مجرد التفكير في متابعة الغير والتعلم من أخطاءة ولا التعلم من أخطاء نفسه .

بعد أن اتخذت قرار التوحد مع الطبيعة أحاول أن أكون في سكبنة تامة وأن ابتعد عن المؤثرات الخارجية التي لا تأتي إلا بمزيد من التشويش .

أنثي العنكبوت لها قدرة فريدة علي تجميع خيوطها في مكان واحد بعدما كانت في طرق شتي لتنسج بيتها وهي قدرة فريدة لا يمتلكها الكثر من البشر فالبعض يترك الخيوط تذهب إلي حيث رجعة دون أن يستفاد من ربطها أو استخلاص علاقتهم ببعض .

قررت أن أكون كأنثي العنكبوت  وأن أنظر لكل الأمور نظرة شمولية واسعة وألا اترك أي خيط من خيوط اللعية ولو كان غير مفيد في الوقت الراهن إلا أنه سيصبح مفيدا في وقت لا حق ، هكذا تعلمت من الواقع المصري .

تدفق الأفكار والأحداث في واقعنا يدفعنا بشدة إلي شيئين لا ثالث لهما عندي إلا أن نصبح عبيدا لا نهتم بما يجري مادمنا نأكل ونشرب ونلبس والعيشة فل والحمد لله أو أن نكون كأنثي العنكبوت لدينا من الصبر وقموة التحمل والقدرة علي فرز الأفكار الجديدة وتجميع الخيوط ببعضها والوصول لنتائج في إطار شمولي لا يخلو من نظرة فلسفية للأمور .

تصبح أنثي العنكبوت كالأسد المغوار بعد أن كان قلبها مضطربا قبل أن تصل إلي إحكام بيتها وتخاف بشدة أن يبعث به أحد العابثين ممن يدعون أنفسهم حاميين لحمي النظافة أو حمي الأوطان أو ثوار فكلها مسميات لا تأبه لها أنثي العنكبوت مادانت انتهت من بناء بيتها فسيصبح اصطياد الفريسة أمر محتوم لا يمنعه أو يؤجلة سوري الوقت والأحداث العارضة كأن تلغي المحكمة الدستورية قرار الإنتخابات أو أن يحترق نادي الشرطة من الداخل وبعده بقليل يحترق اتحاد الكرة من الداخل أيضا علي الرغم من قرب المسافة بينهما وتواجد الألتراس بكثرة أمام النادي الأهلي لسماع النطق بالحكم ، كل هذه الأشياء لا تأبه لها أنثي العنكوت وكل ما تخشاه أن يقترب أحد من بيتها فتنفث خيوطها في وجهة وتقوم بعمل ضبطية قضائية وتسليمة لأقرب قسم شرطة وتوجة له تهمة إقتحام مقرها الذي لم يقترب منه أحد علي الإطلاق لكنه الخوف الذي يؤدي إلي فزع من جنس البشر .

اختلطت رؤيتي لأنثي العنكبوت بالواقع الذي نحيا به فأنثي العنكبوت جزء من الطبيعة التي أسعي أن أندمج معها وأدخل دهاليزها وأطوي المسافات طيا لأصل إلي عصور ما قبل التاريخ وأتعرف علي صديق جديد من الديناصورات أو إنسان العصر الحجري ربما أري النيل في صفاءة وبهائة لم يختنق بعد بالمباني الشاهقة ولا المراكب المزعجة لكن المشكلة أنه لن يوجد صوت موسيقار الأجيال " محمد عبد الوهاب " وهو ينشد رائعته النهر الخالد فأحيانا يتطلب تحقيق الأمنية التخلي عن بعض الأشياء التي نحبها . 

A_Mohmady@yahoo.com ...

@ahmedmohmady