جميعنا يعلم قصة نزول أمين السماء سيدنا جريل
– عليه السلام إلي صاحب الخلق العظيم محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي – صلي الله
عليه وسلم – وكيف بدأ الوحي حينما قال الأمين : إقرأ ، فرد الصادق الأمين : ما أنا
بقاريء إلي أن قال الأمين " إقرأ باسم ربك الذي خلق ... " <<سورة
العلق >> فنحن أمه إقرأ فهل نقرأ حقا ؟ وإذا قرئنا هل ندرك ما نقرءة ؟ هل
نعمل عقلنا فيما نقرأ ونشاهد من أحداث والدلالات علي إعمال العقل اكثر من أن تحصي
في تدوينة .
ذكرت جريدة المصري اليوم علي لسان الراحل عمر
سليمان يوم الثلاثاء بتاريخ 8/2/2011 حينما كان يشغل منصب نائب الرئيس في ذلك
الوقت أن الدولة توقعت خروج مظاهرات للمطالبة بالتغير وقدروا حجم المتظاهرين ب 100
ألف سيتظاهرون في ميدان التحرير وذلك قبل اندلاع الثورة بعام لكن ما أربكهم هو
الإعتصام بميدان التحرير ، دائما ماينتصر عنصر المفاجأة علي كل الإحتياطات الأمنية
.
في الذكري الأولي لتنحي المخلوع خرجت دعاوي
لضرب عصيان مدني ليجبر المجلس العسكري علي تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب وتقديم
موعد الإنتخابات وهو ما كانت ستدخل فيه البلاد بالفعل لو لم يتنح مبارك عن الكرسي
ويسلم المجلس العسكري مقاليد الحكم وكان صدي الدعوي بالغ في رده فعله وعلي الرغم
من أن العصيان لم يتم علي أرض الواقع إلا أنه أحدث صدمة للمجلس العسكري واربك
حساباته وخرجت كل الأبواق تدافع عن عجلة الإنتاج المزعومة وأن الإضراب سيضر بالبلد
وكانت هذه الفكرة الأكثر تأثيرا – من وجهة نظري – بعد نجاح الثورة في ال 18 يوم
وتنحي مبارك ودا راجع برضوا عشان الفكرة جديدة .
احتلت ميادين التحرير مكانة عظيمة في نفوس
الجميع بين حب وضغينة لكنها ليست الطريقة الوحيدة للثورة هي أيقونة شهدت النجاح
الأول للثورة في إسقاط رأس النظام السابق ةالمليونات كذلك أصبحت فكرة مستهلكة
ونحتاج إلي إبداع ثوري جديد يربك حسابات النظام فكما كان النزول للإتحادية
والإعتصام هناك مبرك له مما جعله يدفع أنصاره للنزول لموجهة الثوار لكنه انسحب من
المشهد ليضع الشرطة في مواجهة مباشرة مع الثوار ، ما يرجع كفة الثوار الأفكار
الثورية المبتكرة .
واختم بقول لابن النفيس : " وربما أوجب استقصاؤنا
النظر ، عدولاً عن المشهور و المُتعارف ، فمَن قَرَعَ سمعَه خلافُ ما عهده ، فلا
يُبادرنا بالإنكار . فذلك طيشٌ . و رُبَّ شَنِعٍ حقٌّ ، و مألوفٍ محمودٍ كاذبٌ . و
الحقَّ حقٌّ فى نفسه ، لا لقول الناس له . و لنذكر دوماً قولهم " إذا تساوت
الأذهانُ و الهِممُ ، فمتأخّرُ كل صناعةٍ ، خيرٌ من متقدّمها "
A_mohmady@yahoo.com ///