الثلاثاء، 12 فبراير 2013

إبداعات ثورية





جميعنا يعلم قصة نزول أمين السماء سيدنا جريل – عليه السلام إلي صاحب الخلق العظيم محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي – صلي الله عليه وسلم – وكيف بدأ الوحي حينما قال الأمين : إقرأ ، فرد الصادق الأمين : ما أنا بقاريء إلي أن قال الأمين " إقرأ باسم ربك الذي خلق ... " <<سورة العلق >> فنحن أمه إقرأ فهل نقرأ حقا ؟ وإذا قرئنا هل ندرك ما نقرءة ؟ هل نعمل عقلنا فيما نقرأ ونشاهد من أحداث والدلالات علي إعمال العقل اكثر من أن تحصي في تدوينة .

ذكرت جريدة المصري اليوم علي لسان الراحل عمر سليمان يوم الثلاثاء بتاريخ 8/2/2011 حينما كان يشغل منصب نائب الرئيس في ذلك الوقت أن الدولة توقعت خروج مظاهرات للمطالبة بالتغير وقدروا حجم المتظاهرين ب 100 ألف سيتظاهرون في ميدان التحرير وذلك قبل اندلاع الثورة بعام لكن ما أربكهم هو الإعتصام بميدان التحرير ، دائما ماينتصر عنصر المفاجأة علي كل الإحتياطات الأمنية .

في الذكري الأولي لتنحي المخلوع خرجت دعاوي لضرب عصيان مدني ليجبر المجلس العسكري علي تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب وتقديم موعد الإنتخابات وهو ما كانت ستدخل فيه البلاد بالفعل لو لم يتنح مبارك عن الكرسي ويسلم المجلس العسكري مقاليد الحكم وكان صدي الدعوي بالغ في رده فعله وعلي الرغم من أن العصيان لم يتم علي أرض الواقع إلا أنه أحدث صدمة للمجلس العسكري واربك حساباته وخرجت كل الأبواق تدافع عن عجلة الإنتاج المزعومة وأن الإضراب سيضر بالبلد وكانت هذه الفكرة الأكثر تأثيرا – من وجهة نظري – بعد نجاح الثورة في ال 18 يوم وتنحي مبارك ودا راجع برضوا عشان الفكرة جديدة .

احتلت ميادين التحرير مكانة عظيمة في نفوس الجميع بين حب وضغينة لكنها ليست الطريقة الوحيدة للثورة هي أيقونة شهدت النجاح الأول للثورة في إسقاط رأس النظام السابق ةالمليونات كذلك أصبحت فكرة مستهلكة ونحتاج إلي إبداع ثوري جديد يربك حسابات النظام فكما كان النزول للإتحادية والإعتصام هناك مبرك له مما جعله يدفع أنصاره للنزول لموجهة الثوار لكنه انسحب من المشهد ليضع الشرطة في مواجهة مباشرة مع الثوار ، ما يرجع كفة الثوار الأفكار الثورية المبتكرة .

واختم بقول لابن النفيس : " وربما أوجب استقصاؤنا النظر ، عدولاً عن المشهور و المُتعارف ، فمَن قَرَعَ سمعَه خلافُ ما عهده ، فلا يُبادرنا بالإنكار . فذلك طيشٌ . و رُبَّ شَنِعٍ حقٌّ ، و مألوفٍ محمودٍ كاذبٌ . و الحقَّ حقٌّ فى نفسه ، لا لقول الناس له . و لنذكر دوماً قولهم " إذا تساوت الأذهانُ و الهِممُ ، فمتأخّرُ كل صناعةٍ ، خيرٌ من متقدّمها "

A_mohmady@yahoo.com ///

@ahmedmohmady


الاثنين، 11 فبراير 2013

الفهيم وأنواع الطلبة


 * حظي المنيل إني نسيت أعمل الموبايل علي وضع الصامت وجاني صوته الهادر الآثر ترررررررررررن تررررررررررن تررررررررررن صحيت قلقان طبعا علي شان محدش هايتصل بيك الساعه 6 الصبح إلا لما يكون في كارثة بشرية  أو معجزة كونية حصلت وعلي شان زمن المعجزات ولي من زمان لقيتني برد علي التليفون من غير ما ابص مين اللي بيرن
=ألو ... مين ؟
-مين إيه يابني هو أنت حد يعرفك غيري
=اصبطحنا وصبح الملك لله فيه إيه يا عمنا إنت مش كنت عندي بالليل في حاجة حصلت
-لأ مافيش قوم خد دش والبس عشان نروح الكلية !
=كلية إيه دلوقتي الساعة لسه 6 الصبح إنت بتهزر صح ؟
-لأ مابهزرش وبتكلم جد الجد كمان
=بقولك إيه ماكملتش ساعتين نايم ففكك مني ع الصبح ، وبعدين إنت رايح تعمل إيه في الكلية أساسا ؟
-يابني في محاضرة الساعة 8
=بتقول إيه ؟
-بقولك في محاضرة الساعة 8 إنت وقاقع علي ودنك ولا إيه ؟
=وحياة أمك ! بقي أنت مصحيني الساعه 6 الصبح عشان تقولي إن في محاضرة وبعدين من إمتي أساسا وانت بتطلع المدرج غير في الإمتحانات ؟
-من دلوقتي يا سيدي
=إشمعني يعني ؟
-مافيش بس أكيد مشكاحة بتحضر وعاوز اشوفها
=ياعم أنا مالي ومال مشكاحة بتاعتك دي وبعدين إنت عاوز تحضر عشان تشوفها هاحضر ليه بقي إن شاء الله عشان بعد الشر يعني أفهم كلمتين ولا عشان أبقي إريل ؟ توضيح المواقف واجب يا كبير .
-يابني إنت أكيد هاتفهم إنت مش غبي ولا حاجة بدليل إنك فهمت أنا عاوزك ليه
=بقولك إيه فكك مني عالصبح مش ناقصة محاضرات وفين كلامك عن الناس اللي بتحضر وعملتلي فيها أحمد عكاشة وعملت دراسة تحليلة لأنواع الطلبة في الكلية ومعرفش إيه ؟ فاكر الكلام بتاعك ولا ناسية  ؟
-أكيد فاكره طبعا
=طب قولهولي كده يمكن تعقل وترجع عن الكلام اللي انت بتقوله دا
-بص يا سيدي ويارب ماتنمش مني قولتلك قبل كده إن الطلبة في الكلية ليهم تشريح تحليلي
= إنجز
-في طالب البينج الأول ودا حلمة إنه يطلع الأول علي الدفعة علي شان يتعين معيد وطبعا بيبقي مكروف من ناس كتير طول السنة وأول ما الإمتحانات تقرب كله بيجري عليه عشان ياخد منه ورق المحاضرات ، في طالب كان نفسه تقريبا إنه يشتغل جنايني – مع كامل الإحترام للمهنة الجنايني - بس محصلش نصيب فتلاقيه علي طول قاعد في الجنينة وعايش في دور الشاب الروش وعمال يلاغي في اللي رايحة وعاوز يكلم اللي جاية دا غير المقاطيع اللي قاعدين معاه ، وفي طالب ينطبق عليه المثل الشعبي الشهير " اللي رقصوا علي السلم  ... " دا تايه شوية تلاقيه في المدرج وشوية تلاقيه في الجنينة ماتعرفلهوش سكه تدخله منها ، وفي طالب كل علاقته بالكلية يدوب شهر الإمتحانات بيجي يصور الورق من أخوه بتاع البينج الأول ويجي يمتحن وبيكلم حد يجبله النتيجة كمان ودا طبعا بيبقي نكره في الدفعه بتاعته ولا حد بيعرفه والناس كلها بتسأل هة مين دا ؟ دا معانا في الدفعة ؟ ودا علي عكس طالب الاتحاد اللي بيبقي عارف الكلية كلها – تقريبا – ودول نوعين ناس فاهمة هي بتعمل إيه ودول بقي قليلين اليومين دول ونوع بيعمل اللي بيتقاله يعمله بس هو فاشخ ضبه وخلاص وفرحان إنه في الاتحاد طب استفاد إيه ولا حاجة ؟ علي رأي المثل الشعبي : " كإنك يا أبو زيد ما غازيت " . آدي ياسيدي التحليل الشريحي للطلبة في الكلية عشان تعرف إني ذاكرتي كويسة مش زي ذاكرة السمك ولا حاجة .
=نسيت نوع من الطلبة
-اللي هو إيه ؟
=النوع اللي ملهوش فيها ؟
-إزاي يعني مش فاهمك
=دي ياسيدي نوعيه من الطلبة بتبقي حاجة كده مكس بيروح الكلية بس الضهر يفطروا ويقضوا اليوم الجميل ويقعدوا يلفوا علي رجليهم ويتعرفوا علي خلق الله ويتصوروا وآخر اليوم علي الفيس بوك يقعدوا يرفعوا الصور ويبعتوا إضافات لناس مايعفوهاش وعلاقتهم بالدرسة زي علاقتهم بالدوري المصري بيعرفوا المواعيد بالصدفة
-طب يلا قوم إلبي عشان نروح نحضر
=الله يسامحك ع الصبح طيرت النوم من عين الواحد
-هاقبلك بعد تلتايه أوك
= أوك سلام
-متتأخرش سلام . 

A_mohmady@yahoo.com...

@ahmedmohmady


السبت، 9 فبراير 2013

أسطورة السيد دودي ... مؤسس علم العسيولوجي




حينما يسمع لك أحد أن تطلع علي حياته الشخصية عن طيب خاطر وسماحة نفس وتكتشف أن جزء - صغير أو كبير - من حياته الشخصية تطبق عليك رأسا كأنه يكتب عنك لا عن نفسه ويخلط بين حياتك وحياته وتعيش مع بعض الحكايات الشخصية التي تستفيد منها هذا هو أحمد الدريني صاحب كتاب " أسطورة السيد دودي ... فصول من التاريخ البشري لمؤسس علم العسيولوجي " وهذا هو عنوان رائعته .
التقيت بمؤلف الكتاب عن قرب وكانت المرة الأولي التي أشاهده فيها وكان علي عكس ما توقعته تماما ، توقعت أن أجد أحمد كما يتحدث في تيت راديو مشاغبا مشاكسا إلي أبعد الحدود لا يأبه بنظر أحد إليه ولا ما يقولون فهو يفعل ما يريد في الوقت الذي يريد طالما كان في حدود المسموح به والمتعارف فأخلاق أحمد والتي تعرفت علي بعضها من كتاباته لن تسمح له أن يقترف الخطأ علي مرأي ومسمع الجميع وإن افترقه سيعذر ، لكني وجدت شخصا آخر شخصا هادئا ويمكن أن تصف هدوئه بالمميت هذا هو الطابع الأول التي تصف بيه الدريني حينما تري وجهه المنير .

أحمد يحمل أمانه كونه صحفي أمام الله ورسوله قبل أي شخص علي وجهة الأرض وهو ما تراه في كتابه الذي بدأة بمقدمة غير عدوانية وختمه بالرضا ، وهو بالفعل ما يحمله الكتاب بين طياته عدم العداء لأي شيء حتي الجمادات والرضا بكل شيء والصبر علي الإبتلاءات .

مش هعرف أدخل في تفاصيل الكتاب ولا حتي تقيمة فهو درب من المسحتيل فالدريني يكتب بريشة فنان يكتب كأنه يرسم تستطيع أن تري روحة الطفولية النقيه علي الورق ويعرفك علي والده الذي قضي فتره ليست بالقصيرة – كما اعتقد – في غياهب السجون وعن العلاقة بينه وبين عمه وكيف فرقت بينهم السبل بدون أن يحدث مشاكل أو أي من هذا القبيل دون أن ينسي نفسه ويوضح لشريكة عمرة المنتظرة كيف لها أن توقع به ويوضح لنا أنه سيدخل الجنة هو وأبيه ووالدته وجدته وعن ما كان ينظره من رجل المخابرات صاحب الكاريزما والحكاوي المريبة السيد عمر سليمان وعن ... وعن ... وعن ...  .

أسطورة السيد دودي هو أول كتاب أكتب عنه وربما يكون الأخير فلست بكفء أن أكتب عن أحد لكن الدريني لمس في نفسي شيئا ما ، قد أكون مررت ببعض ما مر به أحمد وسرده في كتابه ، قد يكون التشابه بين اسمينا فكلانا يحمل نفس الاسم " أحمد " ، قد يكون وجهة المشرق المنير ومصافحته عن قرب ، قد يكون حبي للعمل بالصحافة رغم دراستي للهندسة الزراعية هو ما دفعني  لكتابه هذه السطور التي لن توفي الكتاب حقه ولكنها رفعت من قدري .

لو مكتئب أو متشائم أو باصص للأمور بنظرة سوداوية وكل حاجة مقفلة في وشك دعوة مني ليك إنك تتخلص من أوجاعك وترسم بسمه علي وشك وتغير مودك وهاتتعلم كمان إقرأ كتاب " أسطورة السيد دودي " لأحمد الدريني " .

a_mohmady@yahoo.com///